في كل مدينة سعودية، نسمع عن مشاريع بدأت بحماس ثم أغلقت خلال شهور قليلة. قد تكون مطاعم، تطبيقات، متاجر إلكترونية، أو حتى مشاريع صناعية صغيرة. السبب في أغلب الحالات لا يعود إلى ضعف الفكرة، بل إلى غياب التخطيط الواقعي. وتحديدًا، إلى غياب دراسة جدوى حقيقية تسبق التنفيذ.
دراسة جدوى اقتصادية في السعودية ليست خطوة تكميلية، بل هي العمود الفقري لأي مشروع يريد الاستمرار والنجاح. ومع ذلك، لا يزال كثير من رواد الأعمال يرتكبون أخطاء جوهرية بسبب عدم تقدير أهمية هذه المرحلة، أو اعتمادهم على دراسات جاهزة وغير مخصصة.
في هذا المقال، نسلط الضوء على أهم الأخطاء التي يقع فيها أصحاب المشاريع في السعودية، عندما يتجاهلون إعداد دراسة جدوى واقعية، أو يختارون جهة غير مؤهلة لتنفيذها.
الخطأ الأول: الاعتماد على دراسات جاهزة من الإنترنت
يلجأ البعض إلى تحميل دراسة مشابهة من أحد المواقع أو المنتديات، وتعديل اسم المشروع وقطاعه، ثم يظن أن لديه خطة كافية. لكن هذه الدراسات غالبًا ما تكون عامة، غير محدثة، ولا تراعي خصوصية السوق السعودي أو طبيعة جمهورك المستهدف. الأسوأ من ذلك، أنها قد تمنحك شعورًا زائفًا بالأمان، فتتخذ قرارات خاطئة بناءً على معلومات غير دقيقة.
الخطأ الثاني: تجاهل تحليل المنافسين
واحدة من أهم ركائز دراسة الجدوى هي معرفة من ينافسك فعليًا في السوق. بعض أصحاب المشاريع يظنون أن فكرتهم جديدة تمامًا، ثم يكتشفون لاحقًا أن السوق مشبع أو أن المنافس يقدم خدمة أقوى بسعر أقل. التحليل الدقيق للمنافسين لا يكشف فقط نقاط قوتهم، بل يساعدك في بناء ميزة تنافسية حقيقية.
الخطأ الثالث: سوء تقدير التكاليف
من أكثر أسباب فشل المشاريع في السعودية هو التقدير العشوائي للتكاليف. سواء في مرحلة التأسيس أو التشغيل، كثيرون يفاجَؤون بأن رأس المال ينفد قبل أن يبدأ العائد. دراسة الجدوى الجيدة تضع أمامك كل التكاليف بدقة، وتوضح لك متى ستبدأ بتحقيق أرباح، وما هي نقطة التعادل، وما السيناريوهات البديلة في حال تغير السوق.
الخطأ الرابع: عدم فهم الجمهور المستهدف
مشروع ناجح في مدينة قد يفشل تمامًا في مدينة أخرى. سلوك المستهلكين في الرياض لا يشبه الدمام أو المدينة المنورة. لذلك، لا بد أن تستند خطتك إلى دراسة تسويقية محلية، تحدد بدقة من هم عملاؤك، وما الذي يحفزهم للشراء، وما العوامل التي تؤثر على قراراتهم. هذا ما توفره شركات مثل جدوى ستاديز من خلال تحليل ميداني وخبرات واقعية.
الخطأ الخامس: تجاهل تحليل المخاطر
حتى أفضل الأفكار معرضة للفشل إذا لم يتم التحضير للمخاطر. تغير في التشريعات، أزمة اقتصادية، دخول منافس قوي... كلها عوامل يمكن توقعها والتخطيط لها في دراسة الجدوى. عدم وجود خطة بديلة يعني أن المشروع قد يتعطل بالكامل عند أول تحدٍ.
الخطأ السادس: اختيار شركة غير متخصصة لإعداد الدراسة
في السوق السعودي اليوم، هناك العديد من الجهات التي تقدم دراسات سطحية أو تعتمد على نسخ ولصق. وقد يغريك السعر المنخفض أو السرعة، لكن النتيجة تكون دراسة ضعيفة لا يمكن الاعتماد عليها. شركة دراسات جدوى في السعودية مثل جدوى ستاديز تقدم لك دراسة مخصصة، دقيقة، وقابلة للتنفيذ، مبنية على بيانات فعلية وتحليل واقعي.
الخطأ السابع: تجاهل تقييم الفرص البديلة
أحيانًا قد تكون الفكرة جيدة، ولكن ليست الأفضل في الوقت الحالي. من خلال دراسة الجدوى، يمكن أن تكتشف أن مشروعًا مختلفًا في نفس القطاع قد يكون أكثر ربحية، أو أن تعديلًا بسيطًا في نموذج العمل قد يضاعف فرص النجاح. هذه الرؤية لا تحصل عليها إلا من جهة استشارية تفهم السوق وتقدم لك بدائل استراتيجية.
الخطأ الثامن: التنفيذ قبل التخطيط
الحماس قد يدفع البعض إلى بدء المشروع فورًا، ثم يفكر في الدراسة لاحقًا. ولكن التخطيط المتأخر لا ينقذ المشروع بل يؤكد فشله. الوقت المثالي لإعداد دراسة الجدوى هو قبل اتخاذ أي إجراء مالي أو قانوني.
من خلال تجارب العملاء، أثبتت جدوى ستاديز أنها ليست مجرد جهة إعداد تقارير، بل شريك في اتخاذ القرار. فالدراسة لا تقتصر على التحليل، بل تقدم لك توصيات عملية، واستراتيجيات تنفيذ، وحتى نصائح للحصول على تمويل أو دعم حكومي.
وأخيرًا، إذا كنت تتساءل عن جدوى استخدام دراسة جاهزة، أو كيف تتأكد من ملاءمتها لمشروعك، يمكنك الرجوع إلى المقالة الرئيسية التي توضح المعايير التي تجعل دراسة الجدوى مناسبة فعلًا لفكرتك، وتكشف الفروقات بين الجاهز والمخصص.
اختصر الطريق، وابدأ مشروعك من حيث يجب أن يبدأ: من الدراسة، لا من العشوائية.
Comments on “قبل أن تبدأ: أخطاء شائعة يقع فيها أصحاب المشاريع عند تجاهل دراسة الجدوى”